عمر المختار شيخ المجاهدين (1859-1931)
اسمه ونشأته :
عمر بن المختار بن فرحات من عائلة غيث ، وفرحات قبيلة من بريدان أحد بطون قبيلة المنفة وهي إحدى القبائل العربية المشهورة بالبأس والشجاعة في المنطقة ، ولد في عام 1277هـ-1859م في منطقة وادي البطنان ببرقة .
التحق وهو ما يزال صغيرًا بزاوية ( جنزور ) حيث تعلم بها مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم ، ثم قام بالالتحاق بزاوية جغبوب وهي إحدى الزوايا التي أنشأها محمد بن علي السنوسي « السنوسي الكبير » حيث قام بتلقي تعليمه الديني بها فدرس المبادئ الدينية والعلوم الشرعية والتاريخ الإسلامي والأدب العربي .
صدر قرار من السنوسيين بتعيينه شيخًا على زاوية القصور بالجبل الأخضر قرب المرج ، ولعل هذا كان تحديًا لقدرات عمر المختار حيث إن هذه المنطقة التي تم تعيينه بها شيخًا على الزاوية كانت تسكنها قبيلة متمردة لا تعترف بالقوانين أو تلتزم بها ، ولكن عمر المختار استطاع بأسلوبه الحكيم والحازم في نفس الوقت أن يقوم بمهمة ترويضهم والقضاء على نزعة التمرد بهم ومحاولة إفشاء الآداب الإسلامية فيما بينهم .
وتوفي والد عمر المختار عندما كان في السادسة عشر من عمره أثناء طريقه إلى الحج ..
شارك عمر المختار ، في شبابه ، في الجهاد ضد القوات الفرنسية في المناطق الجنوبية ، ثم عُيّن شيخًا لإحدى الزوايا السنوسية حيث قضى فترة من حياته في التعليم والدعوة إلى الإسلام .
عبادته :
قال المجاهد محمود الجهمي الذي حارب تحت قيادة عمر المختار وصاحبه كثيرًا ، يذكر في مذكراته أنه كان يأكل معه وينام معه في مكان واحد ويقول : « لم أشهد قط أنه نام لغاية الصباح ، فكان ينام ساعتين أو ثلاثًا على أكثر تقدير ، ويبقى صاحيًا يتلو القرآن الكريم ، وغالبًا ما يتناول الإبريق ويسبغ الوضوء بعد منتصف الليل ويعود إلى تلاوة القرآن ، لقد كان على خلق عظيم يتميز بميزات التقوى والورع ، ويتحلى بصفات المجاهدين الأبرار ... » انظر : « مذكرات مجاهد » ، محمود الجهمي ، محمد مناع .
وكان يحافظ على ختم قراءة القرآن كل سبع ليالي . انظر : « عمر المختار » (ص28 ، 29) .
وأما الأستاذ محمد الطيب الأشهب فقد قال : « وقد عرفته معرفة طيبة وقد مكنتني هذه المصاحبة من الاحتكاك به مباشرة ، فكنت أنام بخيمته وإلى جانبه وأهم ما كنت ألاحظه منه رحمه الله وأنا وقت ذاك حديث السن هو أنه لا يتركنا أن ننام إذ يقضي كل ليلة يتلو القرآن ويقوم مبكرًا فيأمرنا بالوضوء بالرغم عما نلاقيه من شدة البرد ومتاعب السفر ... » انظر : « برقة العربية » (ص439) .
صور من شجاعته :
إن هذه الصفة الجميلة تظهر في سيرة عمر المختار منذ شبابه الباكر ففي عام 1311هـ (1894م) تقرر سفر عمر المختار على رأس وفد إلى السودان يضم كل من السيد خالد بن موسى ، والسيد محمد المسالوسي ، وقرجيله المجبري وخليفة الدبار الزوي أحد أعضاء زاوية واو بفزان ( وهو الذي روى القصة ) وفي الكفرة وجد الوفد قافلة من التجار من قبيلتي الزوية والمجابرة ، وتجار آخرين من طرابلس وبنغازي تتأهب للسفر إلى السودان ، فانضم الوفد إلى هؤلاء التجار الذين تعودوا السير في الطرق الصحراوية ، ولهم خبرة جيدة بدروبها وعندما وصل المسافرون إلى قلب الصحراء بالقرب من السودان قال بعض التجار الذين تعودوا المرور من هذا الطريق : إننا سنمر بعد وقت قصير بطريق وعر لا مسلك لنا غيره ومن العادة ـ إلا في القليل النادر ـ يوجد فيه أسد ينتظر فريسته من القوافل التي تمر من هناك ، وتعودت القوافل أن تترك له بعيرًا كما يترك الإنسان قطعة اللحم إلى الكلاب أو القطط ، وتمر القوافل بسلام واقترح المتحدث أن يشترك الجميع في ثمن بعير هزيل ويتركونه للأسد عند خروجه ، فرفض عمر المختار بشدة قائلًا : « إن الإتاوات التي كان يفرضها القوي منا على الضعيف بدون حق أبطلت فكيف يصح لنا أن نعيد إعطاءها للحيوان إنها علامة الهوان والمذلة ، إننا سندفع الأسد بسلاحنا إذا ما اعترض طريقنا » وقد حاول بعض المسافرين أن يثنيه عن عزمه ، فرد عليهم قائلًا : إنني أخجل عندما أعود وأقول أنني تركت بعيرًا إلى حيوان اعترض طريقي وأنا على استعداد لحماية ما معي وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته إنها عادة سيئة يجب أن نبطلها ، وما كادت القافلة تدنو من الممر الضيق حتى خرج الأسد من مكانه الذي اتخذه على إحدى شرفات الممر فقال أحد التجار وقد خاف من هول المنظر وارتعشت فرائصه من ذلك : أنا مستعد أتنازل عن بعير من بعائري ولا تحاولوا مشاكسة الأسد ، فانبرى عمر المختار ببندقيته وكانت من النوع اليوناني ورمى الأسد بالرصاصة الأولى فأصابته ولكن في غير مقتل واندفع الأسد يتهادى نحو القافلة فرماه بأخرى فصرعته ، وأصر عمر المختار على أن يسلخ جلده ليراه أصحاب القوافل فكان له ما أراد . انظر : « عمر المختار » للأشهب (ص39 ، 40) .
إن هذه الحادثة تدلنا على شجاعة عمر المختار وقد تناولتها المجالس يومذاك بمنتهى الإعجاب وقد سأل الأستاذ محمد الطيب الأشهب عمر المختار نفسه عن هذه الحادثة في معسكر المغاربة بخيمة السيد محمد الفائدي عن هذه الواقعة فأجاب بقوله : تريدني يا ولدي أن أفتخر بقتل صيد قال لي ما قاله قديمًا أحد الأعراب لمنافسه وقد قتل أسدًا : « أتفتخر عليّ بأنك قتلت حشرة » وامتنع عمر المختار بقول الله تعالى : ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ [ الأنفال : 17 ] .
زهده رحمه الله :
لم تكن همة عمر المختار منصرفة إلى جمع المال والثروة والغنى وإن كان قد ورث عن والده بعض الماشية إلا أنه تركها في رعاية بعض أقاربه في القبيلة وترك أرضه وموطنه منذ أن كان عمره 16 عامًا ، وكان طيلة فترة إقامته في معهد الجغبوب تتكفل إدارة المعهد بمصروفاته وبعد أن تزوج وكوّن أسرة أصبح مورد رزقه ما يتحصل عليه من نتاج الحيوانات القليلة ولم يكن يومًا من الأيام متفرغًا لجمع المال ، وإنما عاش للعلم والدعوة والجهاد ، وانشغل عن جمع الأموال والثروات وقضى حياته فقيرًا مقتنعًا بما رزقه الله من القناعة والرضى بالكفاف وكان يبذل ما في وسعه لضيوفه وجنوده وينفق على أفراد جيشه ما لا يخشى الفقر ، ويقدم إخوانه على نفسه وأصبح شعاره « إننا لا نبخل بالموجود ولا نأسف لمفقود » انظر : « عمر المختار » (ص32) .
جهاده ضد الفرنسيين في تشاد :
وعندما زحف الاستعمار الفرنسي على مراكز الحركة السنوسية في تشاد ، نظمت الحركة السنوسية نفسها وأعدت للجهاد عدتها ، واختارت من القادة من هم أولى بهذا العمل الجليل ، فكان عمر المختار من ضمنهم فقارع الاستعمار الفرنسي مع كتائب الحركة السنوسية المجاهدة في تشاد وبذل ما في وسعه حتى لفت الأنظار إلى حزمه وعزمه وفراسته وبعد نظره وحسن قيادته فقال عنه محمد المهدي السنوسي : « لو كان لدينا عشرة مثل المختار لاكتفينا » .
وبقي عمر المختار في تشاد يعمل على نشر الإسلام ودعوة الناس وتربيتهم إلى جانب جهاده ضد فرنسا ، فحمل الكتاب الذي يهدي بيد والسيف الذي يحمي باليد الأخرى ، وظهرت منه شجاعة وبطولة وبسالة نادرة في الدفاع عن ديار المسلمين ، وكانت المناطق التي يتولى أمرها أمنع من عرين الأسد ، ولا يخفى ما في ذلك من إدراك القيادي المسلم لواجبه تجاه دينه وعقيدته وأمته . انظر : « عمر المختار » للأشهب (ص27) .
جهاده ضد الطاليان :
كان يحارب الطليان وفق التكتيك الجديد لحرب العصابات ( اهجم في الوقت المناسب وانسحب عند الضرورة ) .
لقد تحققت لموسليني ما قاله من قبل : « إننا لا نحارب ذئابًا كما يقول غراتسياني بل نحارب أسودًا يدافعون بشجاعة عن بلادهم .. إن أمد الحرب سيكون طويلًا » انظر : « عمر المختار ، نشأته وجهاده » (ص14) .
حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في أكثر من ألف معركة ، واستشهد بإعدامه شنقًا وتوفي عن عمر يناهز 73 عامًا . وقد صرح القائد الإيطالي « أن المعارك التي حصلت بين جيوشه وبين السيد عمر المختار 263 معركة في مدة لا تتجاوز 20 شهرًا فقط » .
قال الشيخ سيد العفاني في « صلاح الأمة » (ص6/575) :
حين يتغنَّى الجنود الإيطاليون بأنشودتهم : « أنا ذاهبٌ إلى ليبيا فَرحًا مسرورًا .. لأبذل دمي في سبيل سحق الأُمَّة الملعونة ومحو القرآن ! وإذا متُّ يا أُمَّاه فلا تبكيني ! وإذا سألك أحدٌ عن عدم حدادك فقولي : لقد مات وهو يُحارب الإسلام ! » ، يخرج إليهم أسد الصحراء بفدائية الإيمان بالله تعالى ، في أبهج وأسمى معانيها ، يُهاجمهم في « بنغازي » و « القصور » و « تكنس » و « دفنا » واختاره السيد إدريس السنوسي قائدًا أعلى للمجاهدين ، وهو فوق الستين ، وجَعَل من الجبل الأخضر مقرًّا له ، ولمَّا حاول مشايخُ قبيلته مَنْعَهُ من العودة إلى « برقة » مجاهدًا ، قال : إن ما أسير فيه هو طريق الخير ، ومَنْ يُبعدني عنها فهو عدوٌّ لي ، ولا ينبغي لأحدٍ أن ينهاني عنها » .
وقبل ذلك كبَّد هو ورفاقُهُ الفرنسيين في « التبستي » خسائر فادحة قبل وصول إيطاليا إلى ليبيا مستعمرة لها .
ولمَّا تولَّى عمر المختار قيادة المجاهدين ، اشتدَّ أُوَار القتال بين المجاهدين والإيطاليين ، وكانت معركة « الرحيبة » ومعركة عقدة المطمورة من أعظمها ، وانتهت كلها بارتداد الإيطاليين ، واشتدَّ الجهاد في عامي 1924 و 1925 ، بوقوع معارك عِدَّة ولمع اسم عمر المختار كقائدٍ بارعٍ يُتقن أساليب الكرّ والفرّ .
ولمَّا أراد الطليان الاستيلاء على « الفزان » واحتلال عاصمتها سنة 1928 ، التحم المجاهدون مع الجيش الإيطالي بقيادة « جرازياني » في معركة دامية ، استمرتْ خمسة أيام بتمامها ، وقد انهزم الإيطاليون شرَّ هزيمة ، ومرَّة أخرى حاولوا الكرَّة ، وأباد المجاهدون أكثر الجيش الإيطالي .
ومرة أخرى في « درنة » في 22 أبريل سنة 1928 يشتبك معهم في معركة عنيفة دامت يومين ، وكان النصر فيها حليفه . وفي السلوم ، والحجزة ، ومرسى بريقة ، وجالو ، وأوجلة ، وأنزلوا بالطليان خسائر فادحة .
لله درُّك يا عمر .. تُبدِّد بحفنةٍ من الرِّجال جيوش الإمبراطورية الإيطالية ، وتجعلها تفرُّ هاربةً تاركة عتادَها ومُؤَنَها . لو لم تكُن من مَعدِنٍ نفيسٍ لَما كنت بهذه القُوَّة المُدمِّرة .. حتى يضطر موسوليني سنة 1929 أن يُعيِّن « بادوليو » حاكمًا على ليبيا ، ويعهد إليه بالقضاء على المقاومة .
وحينما أرسلتْ إليه إيطاليا بشروطها المُزرِية ، قال : « إني لا أرضى بهذه الشروط ، وأُفضِّل الموت جوعًا وعطشًا ، ولا أُلقي بنفسي وإخواني بين أيدي الإيطاليين يتصرَّفون فينا كيف شاءوا » . وأراد الطليان أن يستميلوا عمر المختار بالمال ، فأرسلوا إليه مع « بلعون مدير الحاسة » يعرضون عليه مليون فرنك هديَّة فرَفَضَها .
وحاصر الطليان عمر المختار ، وأقاموا الأسلاك الشائكة على طولِ مسافةٍ لا تقلُّ عن ثلاثمائة كيلو متر على طول الحدود الشرقية مع مصر ، فلم يضعُف بعد أن أصبح هو ورجاله منقطعين عن جميع البشر من جميع الجهات .
من المجاهدين الأخفياء :
الشيخ حسين الجويفي :
كان الشيخ حسين الجويفي ممن تجرد للجهاد في سبيل الله وطلب رحمة الله تعالى وكان يقول : « أنا لا أريد قيادة ولا منصبًا بل أريد جهادًا رغبة في ثواب الله تعالى » .
كان ذلك الصنديد محل تقدير من قبل إخوانه قال في حقه قائده الأعلى عمر المختار عقب استشهاده : أتذكر حسين الجويفي عند اللقاء مع العدو أو عند قراءة القرآن الكريم وقت الورد .
كما عرف عنه أنه لم يبرح فرسه يومًا أثناء المعركة لينال من أسلاب العدو ، بل يتركها للمجاهدين لعفته وقناعته بما يملك من أموال ومواشي . انظر : « مجلة البحوث » ، السنة السادسة ، 1984م ، العدد الأول (ص10) .
محاولة إيطاليا بإغراء المختار :
حاولت إيطاليا بواسطة عملائها بمصر الاتصال بالسيد عمر المختار وعرضت عليه بأنها سوف تقدم له مساعدة إذا ما تعهد باتخاذ سكنه في مدينة بنغازي أو المرج ، وملازمة بيته تحت رعاية وعطف إيطاليا ، وأن حكومة روما مستعدة بأن تجعل من عمر المختار الشخصية الأولى في ليبيا كلها وتتلاشى أمامه جميع الشخصيات الكبيرة التي تتمتع بمكانتها عند إيطاليا في طرابلس وبنغازي ، وإذا ما أراد البقاء في مصر فما عليه إلا أن يتعهد بأن يكون لاجئًا ويقطع علاقته بإدريس السنوسي ، وفي هذه الحالة تتعهد حكومة روما بأن توفر له راتبًا ضخمًا يمكّنه من حياة رغدة ، وهي على استعداد أن يكون الاتفاق بصورة سرية وتوفير الضمانات لعمر المختار ويتم كل شيء بدون ضجيج تطمينًا لعمر المختار وقد طلبت منه نصح الأهالي بالإقلاع عن فكرة القيام في وجه إيطاليا . انظر : « عمر المختار » (ص56) .
وقد أكد عمر المختار هذا الاتصال وهو في مصر لما سئل عن ذلك وقال : ثقوا أنني لم أكن لقمة طائبة يسهل بلعها على من يريد ، ومهما حاول أحد أن يغير من عقيدتي ورأيي واتجاهي ، فإن الله سيخيبه ، ومن ( طياح سعد ) إيطاليا ورسلها هو جهلها بالحقيقة . وأنا لم أكن من الجاهلين والموتورين فأدعي أنني أقدر أعمل شيئًا في برقة ، ولست من المغرورين الذين يركبون رؤوسهم ويدعون أنهم يستطيعون أن ينصحوا الأهالي بالاستسلام ، إنني أعيذ نفسي من أن أكون في يوم من الأيام مطية للعدو وأذنابه فأدعو الأهالي بعدم الحرب ضد الطليان ، وإذا لا سمح الله قدّر عليّ بأن أكون موتورًا فإن أهل برقة لا يطيعون لي أمرًا يتعلق بإلقاء السلاح إنني أعرف أن قيمتي في بلادي إذا ما كانت لي قيمة أنا وأمثالي فإنها مستمدة من السنوسية . انظر : « عمر المختار » (ص58) .
إصراره على مواصلة القتال حتى الموت :
وعندما خرج السيد عمر المختار من مصر قاصدًا برقة لمواصلة الجهاد اجتمع به مشايخ قبيلته الموجودون بمصر من المتقدمين في السن وحاولوا أن يثنوه عن عزمه بدعوى أنه قد بلغ من الكبر عتيًا وأن الراحة والهدوء ألزم له من أي شيء آخر وأن باستطاعة السنوسية أن تجد قائدًا غيره لتزعم حركة الجهاد في برقة ، فغضب عمر المختار غضبًا شديدًا وكان جوابه قاطعًا فاصلًا فقال لمحدثيه : « إن كل من يقول لي هذا الكلام لا يريد خيرًا لي لأن ما أسير فيه إنما هو طريق خير ولا ينبغي لأحد أن ينهاني عن سلوكها ، وكل من يحاول ذلك فهو عدو لي » انظر : « السنوسية دين ودولة » (ص271) .
وقال : « لا أغادر هذا الوطن حتى ألاقي وجه ربي ، والموت أقرب إليّ من كل شيء فإني أترقبه بالدقيقة » انظر : « عمر المختار ، نشأته وجهاده » للحساوي (ص37) .
أسر عمر المختار :
قال الشيخ سيد العفاني في « صلاح الأمة » (ص6/577) :
وفي أكتوبر سنة 1930 تمكَّن الطليان من الاشتباك مع المجاهدين في معركة كبيرة ، وقد عثر الطليان عَقِب انتهائها على نظَّارات عمر المختار ، كما عثروا على جواده مقتولًا ، فأصدروا منشورًا حاولوا فيه أن يقضوا على أسطورة عمر المختار الذي لا يُقهر أبدًا ، وقال جرازياني مُتوعِّدًا : « لقد أخذْنا اليوم نظَّارات عمر المختار ، وغدًا نأتي برأسه » .
وفي 11 من سبتمبر سنة 1931 وصل إلى الحكومة برقية ، تُفيد أن مُصادمات وقعت بين المجاهدين وبين قوة من خيَّالة الحكومة بالقرب من « سلنطة » ، وأنَّ رجُلًا من الأهْلِين وقع في أسْرِهم ، وقد عرفه الجند وقالوا : « إنه عمر المختار نَفْسه » ، قُتِل جميعُ من معه ، وقُتل حصانُه ، وظلَّ يُقاتل القوة الإيطالية إلى أن جُرح في يده ، ثم تكاثروا عليه وأخذوه أسيرًا .
وقال عمر الكلمات الغاليات الخالدات ؛ أن القَبْض عليه ، ووقوعه في قَبْضَة الطليان ، إنَّما حدث تنفيذًا لإرادة المولى عزَّ وجل ، وأنَّه وقد أصبح أسيرًا بأيدي الحكومة الإيطالية ، فالله سبحانه وتعالى وحده يتولَّى أمره ، وأمَّا أنتم فلكم الآن وقد أخذتموني ، أن تفعلوا بي ما تشاءون ، وليكُن معلومًا أني ما كنتُ في يوم من الأيام لأُسَلِّم لكم طَوْعًا .
وشاءتِ الأقدار أن يقف البطل الذي حيَّر إيطاليا ، وأشاع الرُّعْب في قلوب جيشها ، أمام جرازياني الذي قطعَ رحلته إلى باريس ليَسْتدعِي البطل في صبيحة اليوم الذي عُقدت فيه المحكمة الطائرة له .
وقبل المُحاكمة بقليل جاءوا بالأسد عمر المختار مُقيَّد اليدين بالسلاسل والقيود ، وكان يسير بصعوبةٍ ، وقد غطَّى وَجْهَه بحِرامِهِ ، وظهرَ عمر المختار حينئذٍ وليًّا من أولياء الله ، لم يَنَل الأسْر والسجن شيئًا من وقاره وجلال هيبته . ودار حوارٌ بين الأسد المُسلْسَل ، وبين الجبان جرازياني :
جرازياني ( مخاطبًا عمر المختار ) : لماذا حاربت الحكومة الإيطالية هذه الحرب الشديدة ؟
عمر : لأن ديني يأمُرُني بذلك .
جرازياني : هل كان لديك أيّ أمل في أنك سوف تستطيع إخراجنا من « برقة » ، ومعك هذا العدد القليل من الرجال الذين ينخرطون معك ، وتلك المعدَّات القليلة التي تملكها ؟
عمر : كلَّا ، فإن هذا على ما يبدو كان أمرًا مستحيلًا .
جرازياني : ماذا كان غَرَضُك إذن ؟ وماذا كنت تبغي ؟
عمر : كنتُ مجاهدًا وكفَى ، أمَّا ما يَنجمُ من هذا الجهاد ؛ فالأمر فيه موكولٌ لله وحده .
جرازياني : هل أمرتَ فِعْلًا بقتْل الطَّيَّارَيْن « أوبر » و « بياتي » ؟
عمر : نعم ، فإن الرئيس وحده هو الذي يتحمَّل جميع المسئوليَّات ، والحرب هي الحرب .
جرازياني : كم من الوقت يُمكنك بما لك من نفوذٍ وصَوْلَةٍ أن تُخضع الثُّوَّار في الجبل ؟
عمر : أبدًا أبدًا ، قد أقسمْنا جميعًا أن نموت واحدًا بعد واحدٍ ، ولا نُسلِّم أنْفُسنا بتاتًا ، ومن المعروف تمامًا أنِّي لم أُسلِّم نفسي إليكم .
جرازياني : لا شكَّ أنك كنت طوال حياتك رجلًا شجاعًا ، وإني لأرجو أن تكون شجاعًا مهما حدثَ لك أو نزل بك .
عمر : إن شاء الله .
وعَرَض جرازياني على عمر المختار عفوًا شاملًا ، نظير أن يكتُب بتوقيعه نداءً للمجاهدين ، يدعوهم ويطلب إليهم أن يكُفُّوا عن القتال ، ويُسلِّموا أنفسهم وأسلحتهم للحكومة ، ورفض عمر لأسبابٍ وضَّحها جرازياني ، وهي أن هذا العمل لا يرضي ضميره ودينه ، وفضلًا عن ذلك ، فإن أحدًا لن يُصدِّق صدور هذا النداء من عمر المختار .
لقد كان عمر المختار هو عمر المختار إلى النهاية ! لقد كتب جرازياني في مُؤلَّفه عن « برقة » أنه لا يزال يشعر بالأثر الذي أحدثتْه في نَفْسه رؤية عمر المختار ، وكيف أنه أدركَ لماذا كان المختارُ صاحبَ الكلمة المسموعة والرأي الأعلى بين المجاهدين .
مواقف العزة داخل السجن :
أراد الكمندتور رينسي ( السكرتير العام لحكومة برقة ) في أمسية الرابع عشر من سبتمبر أن يقحم الشارف الغرياني في موقف حرج مع عمر المختار وهو في السجن وأبلغ الشارف الغرياني بأن المختار طلب مقابلتك والحكومة الإيطالية لا ترى مانعًا من تلبية طلبه ، وذهب الشارف الغرياني إلى السجن لمقابلة الشيخ الجليل وعندما التقيا خيم السكوت الرهيب ولم يتكلم المختار فقال الشارف الغرياني هذا المثل الشعبي مخاطبًا به السيد عمر : ( الحاصلة سقيمة والصقر ما يتخبل ) ، وما كاد المختار يسمع المثل المذكور حتى رفع رأسه ونظر بحدة إلى الشارف الغرياني وقال له : الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه وسكت هنيئة ثم أردف قائلًا : رب هب لي من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا ، إنني لم أكن في حاجة إلى وعظ أو تلقين ، إنني أومن بالقضاء والقدر ، وأعرف فضائل الصبر والتسليم لإرادة الله ، إنني متعب من الجلوس هنا فقل لي ماذا تريد ، وهنا أيقن الشارف الغرياني بأنه غرّر به فزاد تأثره وقال للمختار : ما وددت أن أراك هكذا ولقد أرغمت نفسي للمجيء بناءً على طلبك ... فقال الشيخ الجليل ، والجبل الشامخ : أنا لم أطلبك ولن أطلب أحدًا ولا حاجة لي عند أحد ، ووقف دون أن ينتظر جوابًا من الشارف الغرياني ، وعاد الأخير إلى منزله وهو مهموم حزين وقد صرّح بأنه شعر في ذلك اليوم بشيء ثقيل في نفسه ما شعر به طيلة حياته ، ولما سئل الشارف الغرياني عن نوع الثياب التي كان يرتديها عمر المختار : أهي ثياب السجن أم ثيابه التي وقع بها في الأسر كان جوابه هو البيتان الآتيان مستشهدًا بهما :
عليه ثياب لو تقاس جميعا
بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها
نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
انظر : « عمر المختار » للأشهب (ص166 ، 167) .
وفاته :
وفي يوم 16 سبتمبر من صباح يوم الأربعاء من سنة 1931 عند الساعة التاسعة صباحًا نفذ الطليان في « سلوق » جنوب مدينة بنغازي حكم الإعدام شنقًا في شيخ الجهاد وأسد الجبل الأخضر بعد جهاد طويل ومرير .
ودفعت الخسة بالإيطاليين أن يفعلوا عجبًا في تاريخ الشعوب ، وذلك أنهم حرصوا على أن يجمعوا حشدًا عظيمًا لمشاهدة التنفيذ فأرغموا أعيان بنغازي ، وعددًا من الأهالي من مختلف الجهات على حضور عملية التنفيذ فحضر ما لا يقل عن عشرين ألف نسمة ، على حد قول غراسياني في كتاب برقة الهادئة . انظر : « برقة الهادئة » (ص288) .
قال الشيخ العفاني في « صلاح الأمة » (6/579) :
وعُقدت لعمر المختار محاكمةٌ صُورِيَّة في الساعة الخامسة مساء يوم 15 سبتمبر عام 1931 في « برقة » ، وتلا رئيسُ المحكمة في الساعة السادسة والربع مساء الحُكْم بإعدام عمر المختار شنقًا ، فقابَلَ عمر المختار ذلك بقوله : « إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون » . وفي التاسعة من صباح اليوم التالي ، وهو يوم الأربعاء الموافق 16 من سبتمبر عام 1931م ، نفَّذ الطليان في « سلوق » حُكم الإعدام شنقًا في السَّيِّد عمر المختار ، الذي كان في السبعين من عمره .
« ودفعت الخِسَّة بالإيطاليين إلى أن يفعلوا شيئًا عجيبًا في تاريخ الشعوب ، إذ إنهم أرغموا أعيان البَرْقاوِيِّينَ الذين اعتقلوهم في « بنينة » ، كما أرغموا أعيان « بنغازي » ، وعددًا كبيرًا من الأهالي من مختلف الجهات على حضور عمليَّة التنفيذ ، فحَضَرَ ما لا يقلُّ عن عشرين ألف نَسَمَة على قول جرازياني . ويا لها من ساعةٍ رهيبة تلك التي سار فيها عمر المختار بقَدَمٍ ثابتةٍ ، وشجاعة نادرة ، وهو ينطق بالشهادتين إلى حبل المشنقة ، وقد ظلَّ عمر المختار يُرَدِّدُ الشهادتين حتى نفذ فيه الجلَّادون حكم الإعدام ، وعندما وجد هؤلاء أن عمر المختار لم يَمُتْ ، أعادوا عمليَّة الشنق مرَّةً ثانية » ([1]) .
عظمة في الحياة ، وعظمة في الممات ، عشتَ قاتلًا لأعداء الله ومت مقتولًا بيد أعداء الله ، لله درُّك يا عمر « حتى الموت .. يموت الناس مرَّة ، وأنت تموت مرَّتيْن ! لماذا ؟ أَلِأَنَّ الله يريد أن يرفعك بذلك مرَّتين ، ويُعطيك على ذلك أجريْن : أجر الشهيد الذي عايَنَ الموت وذَاقَهُ ، ثم أجر الشهيد ـ مرة ثانية ـ الذي أراد أعداؤه أن يقتلوه مرَّة ثانية .. وتلك علامات القَبُول .. وذلك أول تاجٍ من تيجان الآخرة » .
ولله درُّ شاعر الشباب التونسي وهو يقول في رثائه :
مضىَ عمـــرُ المختــــارُ لله رافِــــلًا
بثوْبٍ نقيٍّ حِيـكَ مـن خـالِصِ الطُّهْـرِ
مضـى عمـــرُ المختــــارُ لله بعــد مـا
قضَى الواجبَ الأسْمَى بأعلى ذُرَى الفَخْرِ
مضـى عمــــرُ المختــــارُ لله هانئًـــا
سعيدًا شهيـدًا وانطـوتْ صفحةُ العُمْـر
مـُخلِّـفَـــةً للـعــالـميـن مــــآثِــــرًا
هـي الغُـرَرُ البيضــاءُ في جبهـةِ الدَّهْـرِ
ومـن دمِــهِ الـمسفــوكِ سَطَّــرَ آيـــةً
سيحفَظُهَـا التـاريـخُ بالحَمْـدِ والشّكْـرِ
بعض ما قيل في تأبين الشيخ عمر المختار من الشعر :
وما أجمل قول شوقي في رثائه :
رَكَـزُوا رُفــاتَـك في الـرِّمــالِ لِـواءَا
يَسْتَنْهـضُ الــوادي صبـــاحَ مَســـاءَا
يـا وَيـْحهُم نَصَبُــوا منــارًا مِــنْ دمٍ
يُـوحِـي إلى جيــل الغــد البَغْضَــاءَا
جُـرحٌ يَصيـح عـلى الـمَـدَى وضحيَّــةٌ
تَتَلَمَّـــسُ الـحُــرِّيَّـــةَ الـحَمْـــــراءَا
يـا أيُّهـا السَّيْــفُ الـمُجَــرَّدُ بـالفَــلَا
يَكْسُو السُّيُـوفَ على الزَّمــان مَضَـــاءا
تلـكَ الصَّحـاري غِمْــدُ كُــلِّ مُهَنَّدٍ
أبْـلَى فـأحْسَـــنَ فـي العَــدُوِّ بَـــلاءَا
لــو لاذَ بـالـجــوْزاءِ منهــم مَعْقِـــلٌ
دخـلــوا عــلى أبـراجهـــا الجــوزاءَا
خُيِّرتَ فاختـرتَ الـمبيـتَ على الطَّـوَى
لــم تَبْــن جــاهًـــا أو تَـلُـمَّ ثــرَاءَا
إن البطـولــةَ أن تمـوتَ مِــنَ الظَّمَـــا
ليــس البطــولــة أن تَعُــبَّ الـمــاءَا
أفريقيـــا مَهْـــد للأُسُــودِ ولَـحْـدُهــا
ضجَّــتْ عليــك أراجِـــلًا ونِســـاءَا
والمسلمـــون على اختــلافِ ديـارهم
لا يَمـلـكُــون مــع المُصــابِ عَــزاءَا
والـجـاهِـلِيَّــةُ مـــن وراءِ قبــورِهــم
يَبكُــونَ زَيْـدَ الخيـلِ والفلْـحَــاءَا ([1])
فـي ذِمَّــةِ الله الكــريــمِ وحِـفْـظِـــهِ
جَسَــدٌ بِبَـرْقَـــةَ وُسِّــــدَ الصَّحْــراءَا
لَـم تُبْق منـه رَحَـى الـوَقَـائِـعِ أعْظُمًــا
تَبْـلَى ولـم تُبْـــقِ الـرِّمــاحُ دِمــــاءَا
كـرُفـــاتِ نسْــرٍ أو بـقيَّــةِ ضيْـغَــمٍ
بَـاتَـا وراءَ السَّـافِيــاتِ ([2]) هَبــــــاءا
بطـلُ البَــدَاوَةِ لـم يكـن يَغْــزو عـلى
تَنْــكٍ ولـم يَــكُ يَـرْكَـبُ الأجْــواءَا
لكــنْ أخـــو خيــلٍ عــلى صَهَـواتِهــا
وأدارَ مِــنْ أعْــرافِهــــا الهَيْجــــــاءَا
لَبَّــى قضــاءَ الأرض أمْـسِ بمُهْـجَـةٍ
لــم تخـش إلَّا للسمـــــاءِ قضــــاءَا
وافـــاه مـرفــوعَ الـجَبِيـــنِ كــأنَّــهُ
سُقْـــراطُ جـــرَّ إلى القُضــــاةِ رِداءَا
شيــخٌ تَـمَـالَـك سِنّـهُ لـم يَنفـجِــرْ
كالطفل مِنْ خـوفِ العِقــابِ بُكــــاءَا
وأخــو أمــــورٍ عــاش في سَــرَّاتِهـــا
فتغيَّـــــرتْ فتـــوقَّــعَ الضَّـــــــرَّاءَا
الأُسْـدُ تَـزأرُ في الحـديــد ولــن تــرى
في السِّجنِ ضِـرْغـامًـا بَكـى اسْتِخْــذَاءَا
وأتــى الأسيـرُ يـجُــرُّ ثقْلَ حـــديــدِهِ
أســـدٌ يُــجَـرْجِــرُ حَيَّـــةً رَقْطـــــاءَا
عضَّــتْ بساقَيْــهِ القيــودُ فلــم يَنُـــؤْ
ومَشَـــتْ بهيكلِـــهِ السُّنــون فَنــــاءَا
تسعـون لـو ركبــتْ منـاكِبَ شـاهِـقٍ
لتـــرجَّلَـــتْ هَضبَـــاتُــــهُ إعيــــاءَا
خَفِيـتْ عـن القاضـي وفــاتَ نصيبُهــا
مِــن رفْــقِ جُنْــــدٍ قـــادةٍ نُبــــلاءَا
والسِّــنُّ تَعْطِــفُ كــلَّ قلـبِ مُهَــذبٍ
عــرفَ الـجُـــدُودَ وأدركَ الآبــــاءَا
دَفعُــوا إلى الـجـلَّاد أغْلَـبَ مـاجِــدًا
يـأسُـو الجِــراحَ ويُـطلِـقُ الأُسَــــرَاءَا
ويُشــاطِـرُ الأقـــرانَ ذُخْـرَ سـلاحِــهِ
ويَصُـفُّ حــولَ خِـوانِــهِ الأعــــداءا
وتـخيَّـــرُوا الـحبـل الـمَهِيــنَ مَنِيَّــةً
لِلَّيْـثِ يَلْفِــظُ حــولَــهُ الحَوْبـــاءَا ([3])
حَـرَمُــوا الـممـاتَ على الصَّوارِمِ والقَنَا
مَـنْ كـان يُعطــي الطعنــةَ النَّجــــلاءَا
يــا أيُّهــا الشعـبُ القـريـبُ أسَــامِــعٌ
فـأصُـوغ فـي عُمْــر الشهيــدِ رِثـــاءَا
أم ألجمَتْ فـاك الخطــوبُ وحـرَّمــتْ
أُذنَيْـك حيــن تُـخـاطـبُ الإصغـــاءَا
ذهــبَ الـزعيــمُ وأنــت بــاقٍ خـالـدٌ
فـانْـقُـدْ رجـالَـكَ واخْـتَــرِ الزُّعَمَـــاءَا
وأرِحْ شُيُـوخَك مِـنْ تكـاليـفِ الـوَغَـى
واحْمِـلْ عـلى فِتْيــانِــك الأعبــــاءَا
« الأعمال الشعرية الكاملة » ، أحمد شوقي (2/18 ، 19) .
منقول من
مختارات سلفية
*****
([1]) لَقَب لعنترة بن شدَّاد .
([2]) جمع « سافِيَة » ، وهي الريح التي تَذُرُّ التراب ؛ أي تنثُرُه وتُفرِّقه .
([3]) النفس .
([1]) « عمر المختار شهيد الإسلام وأسد الصحراء » (ص56)